خامساً : المعلم موجه ومرشد
يظهر دور المعلم التوجيهي الإرشادي من خلال مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى مساعدة المتعلم في فهم نفسه وفهم مشاكله ، وندفعه ليستغل الإمكانات الذاتية لديه من قدرات ومهارات واستعدادات وميول ، والإمكانات في البيئة التي يعيش فيها فيختار الطرق المناسبة ليحل مشاكله بشكل عملي يؤدي إلى تكيف المتعلم مع نفسه ومع مجتمعه وبالتالي إلى بناء الشخصية المتكاملة جسمياً وعقلياً وروحياً واجتماعياً ، ويبدو كل هذا من خلال سلوكيات معينة يقوم بها المعلم .
المعلم كالطبيب الذي ينظر إلى المريض فيحدد العلاج ويصف الدواء ، ويحدد له الطعام والشراب المناسب والذي يبعد المرض عنه ويعجـِّل له بالشفاء ويمنع من الطعام أو الشراب الذي يزيد المرض أو يؤخر الشفاء عنه، والمعلم هو أعرف الناس بتلاميذه ، يعرف ميولهم ، وإمكانياتهم وقدراتهم وما يناسبهم ويصلح لهم ، فهو القادر على توجيه طلابه إلى التعليم العام أو الفني. وهو القادر على توجيههم إلى القسم العلمي أو الأدبي في المرحلة الثانوية.
والمعلم هو القادر على رسم الحياة الجامعية لتلاميذه وهنا يكبر المعلم في عيون طلابه ، وتسموا علاقتهم به وتزداد محبتهم له عندما يعلموا أنه يحمل همهم ويسأل عنهم وعن دراستهم حتى بعد أن انتهت علاقتهم بالمدرسة وتخرجوا منها.
يتابع بعض المعلمين أمور الجامعات وشروط القبول فيها ويزود طلابه بها أولاً بأول ، وأعرف من الطلبة من ينسب الفضل في دخوله للجامعة ونجاحه فيها إلى بعض أساتذته الذين قدموا له النصائح والإرشادات والتوجيهات في اختيار الدراسة والكلية والجامعة.
بل إن بعض الطلبة قد اتصل بأستاذه من بلاد بعيدة , من ألمانيا اتصل أحد الطلبة ليسأل أحد المعلمين في تغيير تخصص كذا بدلاً من كذا.
ومن الطلبة من جاء إلى المدرسة بعد غياب سنة أو سنتين في خارج البلاد يشكر فيها المعلمين ويعترف لهم بالفضل والجميل ، بل إن أحد الطلبة بعد أن أنهى دراسته خارج الدولة جاء إلى المدرسة ودعا جميع المدرسين والإداريين إلى طعام الغداء ، وأعد لهم مائدة تليق بهم ، وبعد الانتهاء من الغداء وقف يشكر الجميع على جهودهم قائلاً : لولا توجيهاتكم وإرشاداتكم ونصائحكم ما وصلت إلى ما وصلت إليه وأنني أعترف وأقر بما
قاله أمير الشعراء أحمد شوقي :
قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
حق على كل طالب أن يقف بأدب وخشوع أمام أساتذته ومعلميه يقدم لهم الشكر والعرفان0
ختاما أقول:
أيها المعلم :
كن مشعل هداية، وكن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر والجهل والظلام، داعياً للهدى والنور وتذكر قول الرسول عليه السلام " من دلّ على خير فله مِثلُ أجرِ فاعله". وتذكر قول الرسول عليه السلام " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيئاً ، زمن دعا إلى ضلاله كان عليه من الإثم مثل أثام من اتبعه إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيئا.
وختاماً أسأل الله عزل وجل أن يجعلنا هداةً مهديين لا ضالين ولا مضلين ،
اللهم اجعلنا مبشرين ميسرين ولا تجعلنا منفرين معسرين يارب العالمين
هذه السلسلة من إعداد:موجه التربية الإسلامية
عماد صالح إبراهيم محمد
ببعض التصرف
اختكم ريام