بسم الله الرحمن الرحيم
من روائع الكلم
مواعظ
يا من بأقذار الخطايا قد تلطخ ، وبآفات البلايا قد تضمخ ، يا من سمع
كلام من لام ووبخ ، يعقد التوبة حتى إذا أمس يفسح ، يا مطلقا لسانه
والملك يحصى وينسخ ، يا من طير الهوى فى صدره قد عشش وفرخ ،
كم أباد الموت ملوكا كالجبال الشمخ ، أزعج قواعد كانت فى الكبر
ترسخ ، وأسكنهم ، ظلــم اللحود و من ورائهم يرزخ، يا من قلبه من بدنه
بالذنوب أوسخ ، يامبارز بالعظائم أنأ من أ ن يخسف بك أو تمسخ ، يا من
لزم العيب بعد اشتعال الشيب ففعله يؤرخ .
عباد الله :أما الليالى والأيام تهدم الآجال ؟ أما مآل المقيم فى الدنيا إلى
الزوال ؟ أما آخر الصحة يئول إلى الاعتلال ؟ أما غاية السلامة نقصان
الكمال ؟ أما بعد استقرار المنى هجوم الآجال ؟ أما أنبئتم عن الرحيل
وقد قرب الانتقال أما بانت لكم العبر وضربت لكم الأمثال ؟.
أين الذين كنزوا وجمعوا ، ، وتملوا من الشهوات وشبعوا،وأملوا البقل فما
نالوا فيها ما طمعوا ، وفنيت أعمارهم بما غروا وخدعوا ؟ نصب لهم
الشيطان أشراك الهوى فوقعوا ،وجاءهم ملك الموت فذلوا وخفوا
،فأخرجهم من ديارهم فلا والله ما رجعوا ، فهم متفرقون فى القبور فإذا
نفخ فى الصور أجتمعوا.
يا من عمره كلما زاد نقص، يا من يأمن ملك الموت وقد اقتصى ،يا مائلا
إلى الدنيا هل سلمت من النقص ؟ يا مفرطاً فى عمره هل بادارت
الفرص ؟ يا من إذا ارتقى فى منهاج الهدى ثم لاح له الهوى نكص ،من
لك يوم الحشر عند نشر القصص .
لقد أسمــع منادى الإيمان لو صادف آذ واعيــة ، وشفــت مواعظ القرآن
لو وافقت قلوبا خاليــة ، ولكن عصفت على القلوب أهوية الشبهات و
الشهوات فأطفأت مصابيحهــا ، وتمكنت منها أيـــدى الغفلة والجهــاله
فأغلقــت أبواب رشـــدها و أضاعـــت مفاتيحها ، وران عليها كسبها فلم
ينفع فيها الكلام ، وسكرت بشهوات الغى وشهادة الباطل فلم تصنــع
بعده الا الملام ، ووعظت بمواعظ أنكى فيها من الأسنـــة و السهام ، و
لكن ماتت فى بحر الجهل و الغفلة و أ ســر الهوى و الشهوة و ما لجرح
بميت إ يلام .
عجباً لمن رأى فعل الموت لصحبه ، وأيقن ، وسكن الإيمان بالآخرة فى
قلبه ، ونام غاقلاً على جنبه ،ونسى جزاءه على جرمه وذنبه وأعرض
بهواه عن ربه ،فكيف إذا أفرده الموت عن أهله وسربه ؟ ونقل إلى قبر
ذل فيه بعد عجبه.
يا من يرحل فى كل يوم مرحلة ، وكتابة قد حوى حتى الخردلة ، ما
ينتفع بالنذير والنذر متصلة ، ولا يصغى الى ناصح وقد عزله ، ونور
الهدى قد بدا ولكن ما تأمله ، قد انعكف بعد الشيب على العيب بصبابة
ووله ، كن كيف شئت فبين يديك الحساب والزلزلة ،ونعمٌ جلدك فلا بد
للديدان ان تأكله فيا عجباً من فتور مؤمن موقن بالجزاء والمسألة ،
ويحك يا هذا من استدعاك وفتح منزله فقد أولاك لو علمت مزله فبادر
ما بقى من عمرك واستدرك أوله . فبقية عمر المؤمن جوهرة قيمة .
لقد خرقت المواعظ المسامع وما انتفع بها . لقد بانت العبر بآثار الغير
لمن اغتر بالمصارع فما بالها لاتسكب المدامع ؟ يا عجبا لقلب عند ذكر
الحق غير خاشع . لقد نشبت فيه الأهواء والمطامع . يا من شبيه قد
أتى هل ترى ما مضى من العمر براجع؟ انتبه لما بقى وانته وراجع ،
فالهول عظيم ، والحساب شديد ، والطريق شاسع . إن عذاب ربك لواقع
ما له من دافع .
مناجاة
يارب ، تم نورك فهديت فلك الحمد ، وعظم حلمك فغفرت فلك الحمد ، بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد .
ربنا وجهك أكرم الوجوه ، وجاهك أعظم الجاه ، وعطيتك أفضل عطية ، تطاع ربنا فتشكر ،وتعصى فتغفر ، وتجيب المضطر ، وتكشف الضر، وتشفى السقيم ، وتغفر الذنب ، وتقبل التوبة ، ولا يجزى بآلائك أحد ،ولا يبلغ مدحك قول قائل .
يا من لا تراه العيون ، ولاتخالطه الظنون ،ولايصفه الواصفون ، وأمره بين الكاف والنون .
يا من بكت من خشيته العيون ، وسبح بحمده الأولون والآخرون ، يا رافع السموات ،وقاضى الحاجات ،وما اختلفت عليه اللغات ، يا من لا تغيره الحوادث ،ولا يخشى الدوائر ،ويعلم مثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار ،وعدد قطر الأمطار ،وعدد ورق الأشجار ،وعدد من أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، يا من لا توارى من سماء سماء ، ولا أرضى رضًا ، لا بحر ما فى قعره ، ولا جبل ما فى وعره .
يلا يا بنات ردووودكم وأتمنى الفائده للجميع