سألني أحد الآباء الشباب، ما هو أحسن شيء أفعله لابني؟ قلت: أن تكون له قدوة وتشعره أنه ابن لأب (أم) صالح/ة فاضل/ة، قال: تقصد أبا (أما) محترما/ة ؟ قلت لا: وذلك لسببين: أولا: كلمة محترم، بحثت عنها في معاجم اللغة، ومنها لسان العرب لابن منظور، فلم أجد لها أثرا، ثانيا: احترام كلمة يختلف مدلولها من مجتمع لآخر، حسب التقاليد والأعراف السائدة في كل مجتمع، فهناك سلوك، يقبله مجتمع من المجتمعات، بينما يرفضه آخر.
أما الفاضل/ة فهو الرجل (المرأة) ذو(ذات) فضيلة، والفضيلة هي الدرجة الرفيعة في حسن الخلق، وهذه الدرجة لا يصل إليها الإنسان إلا بدين يرتقي بسلوكه، ويضبط إيقاع حياته.
المحترم يشعر أن المجتمع ضابط لسلوكه، فعيون الناس تراقبه، ولكنه لو استتر وتوارى عن عيونهم، لا يجد رادعا، وربما سمح لنفسه أن يفعل ما لا يفعله على مرأى ومسمع من الناس، من هنا كانت الفضيلة والصلاح وحسن الخلق، هي خير ما يسعى إليه الرجال والنساء، ففيها رفعة لقدرهم، وقدوة لأولادهم، ومناخ صالح لتربيتهم.
فالأب (الام) الفاضل/ة الصالح/ة ، ي/تكون قامة عالية شامخة في نظر أولاده/ها، يعتزون ويقتدون به/بها، ويفخرون بالانتساب إليه/ ها، فهو/فهي مثلهم الأعلى، كما أن الأب (الأم) الفاضل/ة الصالح/ة ، ت/يحرص على صلاح اسرته/ ها، فتكون بيئة طيبة لأولاده/ها، يتعلمون فيها فضائل الأعمال والأقوال، كما أن صلاح الأب (الأم) ، سوف يؤثر في اختيار أصدقائه (ها) ، وعلاقاتهم، وبذلك فإن زوارهم يكونون أفاضل مثلهم، فلا يلتقط الأولاد منهم سلوكا سيئا، أو لفظا نابيا، فإذا كبروا قليلا، يصحبهم معه إلى المساجد، فتتعلق قلوبهم بها، وتتفتح عيونهم وعقولهم عليها ويعتادون مخالطة أهل الفضل والصلاح.
فإذا وصل الأولاد إلى سن المدرسة، فإن الأب (الأم) الفاضل/ة الصالح/ة ، سوف يحسن اختيار المناسب منها لأولاده فالمدرسة بإدارتها ومعلميها وتلاميذها، من أخطر العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا في سلوك أولادنا، ويستمر تأثير الآباء والأمهات الأفاضل الصالحين لأولادهم في مختلف مراحل أعمارهم، لذا فإن الفضل والصلاح وحسن الخلق، هي أفضل ما نقدمه لأولادنا.
من كتابات مربي فاضل بتصرف